تشيرنوبل


لماذا لا يمكن لحادثة تشيرنوبيل أن تحدث في براكة؟

وقعت حادثة تشيرنوبيل في أوكرانيا والتي كانت في ذلك الوقت جزءًا من الاتحاد السوفييتي. وفي 26 أبريل 1986، دُمّر المفاعل الرابع من محطة تشيرنوبيل بسبب اختبار تم إجراؤه بشكل غير صحيح. ونتيجة للحادث، لقي 31 شخصًا مصرعهم، بينما تم إجلاء 135 ألف شخص من المنطقة المحيطة. وأسفر الحادث أيضًا عن إطلاق كمية كبيرة من التلوث الإشعاعي.

ماذا حدث في تشيرنوبيل؟

كانت المفاعلات في محطة تشيرنوبيل من النوع (RBMK)وهي مفاعلات سوفيتية التصميم، والتي لم يتم إنشاؤها إلا داخل دول الاتحاد السوفيتي بسبب نقص آليات ومواصفات الأمان فيها والتي تعد من المعايير الأساسية في بقية مفاعلات الطاقة النووية حول العالم. في ليلة الحادث، كان المشغّلون يقومون بإجراء اختبار غير مصرح به، مما أدى إلى حدوث تفاعل لا يمكن السيطرة عليه داخل المفاعل. تجاهل المدراء قواعد ولوائح السلامة، في حين كان العمال يخشون الإبداء عن مخاوفهم بعدما عبروا عن احتمالية وجود بعض المخاطر المحتملة.

أدى هذا الأمر إلى حدوث انفجار بسبب البخار نتج عنه إزالة غطاء المفاعل وشمل مبنى المفاعل الذي بدأ بالاشتعال وأدى الأمر إلى انبعاث إشعاعات في الجو.

كانت الاستجابة للحادثة غير مناسبة حيث رفضت السلطات السوفيتية الاعتراف بحدوث الانفجار والذي نتج عنه إطلاق الإشعاعات في الجو والمنطقة المحيطة بالمحطة.

كيف تختلف محطات براكة للطاقة النووية عن محطة تشيرنوبيل؟

كان تصميم المفاعلات في تشيرنوبيل يعد نسخة حديثة من مفاعلات الطاقة النووية من نوع (RBMK). وهذا التصميم متواجد فقط في روسيا، ولا يزال يعمل حاليًا ولكن مع وجود تحسينات وتعديلات مهمة في التصميم من تلك الموجودة في تشيرنوبيل. في المقابل، إن تصميم المفاعل الذي تم اختياره في محطات براكة للطاقة النووية هو مفاعل كوري (APR1400) والذي يلبي أعلى معايير السلامة الدولية ويتضمن أحدث التقنيات لضمان تشغيله بشكل موثوق وفعال. على سبيل المثال، يعتبر مبنى احتواء المفاعل، والذي لم يكن لدى تشيرنوبيل، مكونًا أساسيًا في تصميم وسلامة المفاعل اليوم، ويوجد في كافة المفاعلات الحديثة بما فيها محطات براكة. وكذلك تحوي محطات الطاقة النووية في براكة على أنظمة سلامة لا يمكن تجاوزها وتمنع اتخاذ إجراءات خطيرة حتى لو حاول شخص ما ذلك. إذ يمكن للمفاعل أن يغلق نفسه تلقائيًا في حال حدوث أي خلل عن المعايير المحددة والصارمة.

بالإضافة إلى ذلك، وجود مبادئ لثقافة السلامة النووية السليمة، إلى جانب اتباع إجراءات السلامة، ووجود هيئة رقابية مستقلة في الدولة سيسهم في وضع عدة حواجز ستحد من أداء عمليات أو اختبارات غير مصرح بها مثل تلك التي حدثت في تشيرنوبيل. إذ تعد السلامة الأولوية القصوى في كل من المؤسسة وشركة نواة، وتعمل كل من الهيئة الرقابية في الدولة وهي الهيئة الاتحادية للرقابة النووية والوكالة الدولية للطاقة الذرية والرابطة العالمية للمشغلين النوويين التأكد من اتباع اللوائح إلى جانب الإشراف المستقل والذي يعقد بصورة منتظمة.

كنتيجة مباشرة لحادثة تشيرنوبيل، تم تأسيس الرابطة العالمية للمشغلين النوويين في عام 1989. أصبحت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عضوًا في الرابطة منذ عام 2010، وأصبحت شركة نواة للطاقة وهي الذراع التشغيلي للمحطات والمسؤولة عن الصيانة عضوًا فيها منذ تأسيسها في عام 2016.

أحد الأهداف للرابطة العالمية للمشغلين النوويين هي التواصل وتبادل الخبرات التشغيلية لضمان عدم حدوث أي حوادث مثل تشيرنوبيل مرة أخرى. وتستمر فرق الخبراء التابعة للرابطة في زيارة محطات براكة بشكل منتظم، وتعد مراجعاتهم واعتماداتهم جزءًا رئيسيًا من الموافقات اللازمة لبدء تشغيل المحطات في براكة.