المعايير الدولية


يسترشد البرنامج النووي السلمي لدولة الإمارات العربية المتحدة بشبكةٍ واسعةٍ من المؤسسات التي تضم بين أعضائها بعضاً من أشهر خبراء الطاقة النووية في العالم. وقد تعاونت الحكومة الإماراتية تعاوناً وثيقاً مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكذلك حكومات البلاد المسؤولة لاتباع وتنفيذ أفضل الممارسات والتوجيهات لتطوير برنامج نووي سلمي عالمي.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية

تُعتبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي مركز التعاون العالمي في المجال النووي. أُسست الوكالة في بادئ الأمر تحت مسمى مؤسسة "ذرات السلام" في عام 1957 ضمن أسرة مؤسسات الأمم المتحدة، وهي تمارس أنشطتها بالعمل مع الدول الأعضاء فيها، فضلاً عن شركاء عديدين على مستوى العالم، من أجل دعم وتعزيز استخدام تقنيات الطاقة النووية السلمية والآمنة والمأمونة.

وتضطلع الوكالة بمهام التفتيش على المرافق النووية السلمية، وفحص المخزون، وكذلك أخذ عينات من المواد وتحليلها. وقد صممت إجراءات وقائية الهدف منها ردع تسريب المواد النووية عن طريق تعزيز إمكانية الكشف المبكر.

وبالفعل قام خبراء من الوكالة بزيارة دولة الإمارات في مناسباتٍ عدة لتقييم المكونات الرئيسية للبرنامج النووي السلمي الإماراتي. فمثلاً في عام 2015، قام فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة للتفتيش على البنية التحتية الخاصة بالتأهب لحالات الطوارئ. وقد خلصت الزيارة إلى نتائج إيجابية، وسُلِّط الضوء على المجالات التي يجب على دولة الإمارات العربية المتحدة تحسينها لتحقيق الممارسة العالمية. كما قدم الخبراء قائمة بمجالات التحسين، والتي ساعدت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركاتها التابعة في إنشاء بنية تحتية أكثر قوة للتعامل مع حالات الطوارئ.

 الجمعية العالمية لمشغلي الطاقة النووية

أُنشئت الجمعية العالمية لمشغلي الطاقة النووية بهدف تحسين مستوى السلامة في كل محطات الطاقة النووية في العالم. تأسست الجمعية عام 1989 عن طريق الربط بين العاملين في الطاقة النووية من أجل تبادل خبرات العمل وتجاربه في بيئة من الثقافة المفتوحة، حيث يستطيع الأعضاء التعاون من أجل تحقيق أعلى معايير السلامة النووية الممكنة.

وتمارس مؤسسة الإمارات للطاقة النووية دوراً فعالاً بصفتها عضواً في الجمعية منذ عام 2010، إذ تشارك بانتظام في ورش العمل والفعاليات والبرامج التدريبية واجتماعات استعراض الأقران التي تجريها الجمعية. كما ساهمت المشاركة في أنشطة مركز أتلانتا التابع للجمعية العالمية لمشغلي الطاقة النووية في دعم تبادل المعلومات والخبرات مع مشغلي محطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة وحول العالم. واعتباراً من 2015، أصبح الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية عضواً في مجلس إدارة مركز أتلانتا، مما يبرز الجهود المتواصلة التي تبذلها دولة الإمارات للتعاون مع المجتمع النووي الدولي، فضلاً عن معايير الجودة والسلامة والأمن العالمية التي تطبقها المؤسسة على كافة الصعد في البرنامج النووي الإماراتي.