رسالة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية


منذ تأسيس مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في عام 2009 وهي تواصل مراحل النمو والتطور، فقد كانت في البداية شركًة نووية صغيرة مع عددٍ بسيط من الموظفين، أما الآن فقد أصبحت المؤسسة شركة رائدة عالميًا للطاقة النووية يتجاوز عدد الموظفين فيها 3500 موظف وموظفة، وجميعهم وضعوا هدفًا واحدًا نصب أعينهم ألا وهو توفير طاقة نووية موثوقة ومستدامة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

وسيكون للطاقة النووية دورًا مهمًا في مستقبل دولتنا، فالطاقة عمومًا تعد أساسية لدفع التطور والنمو في دولةٍ ناجحة ومتنامية اقتصاديًا مثل دولة الإمارات. من جانبها ستوفر الطاقة النووية للدولة فرصة تطوير مصدرٍ آمن وفعال وموثوق وصديق للبيئة للكهرباء، وستُساهم أيضًا في استراتيجية تنويع مصادر الطاقة في دولة الإمارات، مما سيضمن تحقيق مستقبلٍ آمن ومستدام للطاقة.

وتتمثل مهمّة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في توفير هذا المصدر الجديد من الطاقة لدولة الإمارات. وعند التشغيل التام للمحطات الأربعة، فإنها ستوفر ما يصل إلى ربع احتياجات الدولة للطاقة الكهربائية.

وقد بدأت عمليات إنشاء محطة براكة للطاقة النووية في عام 2012، وما زالت تسير الإنشاءات على نحوٍ ثابت. وقد أثبت الموظفون والمقاولون الذين يعملون في موقع براكة التزامًا قويًا ووثيقًا بأعلى معايير السلامة والجودة. وفي عام 2015، حققت المؤسسة إنجازًا عالميًا حين أصبحت أول موقع في العالم يجري فيه بناء أربع محطات نووية متطابقة في آن واحد وفي موقعٍ واحد. ويعد البرنامج النووي السلمي الإماراتي من أضخم المشاريع الواعدة والتي أثبتت نجاحها بطرق مختلفة، ووضعت بذلك مقارنة معيارية للدول التي ترغب في البدء بمشروع نووي سلمي. 


وبجانب عملنا على هذا البرنامج الإنشائي الكبير والفريد من نوعه، نعمل أيضًا على تطوير قوى عاملة ذات مهارات عالية لتلبية متطلبات قطاعنا المتنامي، فنحن نعلم أن الموارد البشرية هم الدافع الأهم لنجاح مشروعنا. وتحضيرًا لبدء العمليات التشغيلية في المحطات، توفر مؤسسة الإمارات للطاقة النووية برامج تدريبية منتظمة للكفاءات الإماراتية لدينا، وذلك لضمان تشغيل المحطات في المستقبل على نحوٍ آمن. وأسست المؤسسة برنامج "روّاد الطاقة" لاستقطاب ألمع الكفاءات الإماراتية وتوفير أفضل الفرص التدريبية والتطويرية بأعلى المعايير العالمية طوال مدة عملهم في المؤسسة، وذلك حتى نستثمر خبراتهم ومهاراتهم لإنجاح المشروع.

إضافةً لذلك، نحن في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية ندرك أهمية التعلم المستمر وأهمية التميز المؤسسي في كل مجالات البرنامج. ولهذا، نحاول تطبيق معايير التحسين والتعلم المستمر كل يوم بالتعاون مع شريكنا ومقاولنا الرئيسي وهو الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو). ونواصل الاستفادة من خبراتهم ومعارفهم وأيضًا من الخبرة المستخلصة من تعاملنا مع مختلف الشركات والجهات في قطاع الطاقة النووية حول العالم وذلك في كل ما يصب في مصلحة البرنامج النووي السلمي الإماراتي.

ونحن مسرورون بالتشجيع والتقدير الذي نحصل عليه من مختلف الجهات من قطاع الطاقة النووية العالمي والمجتمع الدولي على جهودنا والتقدم الذي نحرزه في مشروعنا، ولكن سنظل محافظين على تنفيذ مهمتنا، ألا وهي تشغيل أولى محطات الطاقة النووية السلمية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأن نحافظ على معيار السلامة والأمن والشفافية في العمليات.


محمد الحمادي
العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية
مؤسسة الإمارات للطاقة النووية