محطات براكة للطاقة النووية وظاهرة تغير المناخ


في كافة أنحاء العالم، نشهد تغيرات غير مسبوقة في بيئتنا؛  متوسط درجات الحرارة في ازدياد، مع ارتفاع درجة حرارة المحيطات وذوبان القمم الجليدية للأرض، كما  تشهد بعض المناطق جفافاً مدمراً، في حين تشهد مناطق أخرى ارتفاعاً في مستوى سطح البحر، فضلاً عن  ازدياد حدة أنماط الطقس التي لا يمكن التنبؤ بها.

في الوقت نفسه، ازداد عدد السكان بشكل كبير، واتسعت مساحات المدن بضعف معدلات النمو السكاني فيها. ومع هذا النمو، تأتي زيادة الطلب على الكهرباء. عالمنا بات في حاجة للمزيد والمزيد من الكهرباء لوسائل النقل والمنازل والصناعات المختلفة.

نحن بحاجة إلى حلول تسمح لنا بمواصلة حياتنا والنمو والازدهار، دون زيادة درجة حرارة كوكبنا والتسبب في أضرار لا رجعة فيها.

لهذا، تواجه دولة الإمارات العربية المتحدة هذا التحدي بتطوير عصر جديد من الكهرباء الصديقة للبيئة. ومن خلال الاستثمار في مصادر الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية مثل الطاقة النووية إلى جانب مصادر الطاقة المتجددة، أصبحت دولة الإمارات تمتلك محفظة متنوعة من مصادر الطاقة  لتلبية الطلب على الكهرباء وتوفير متطلبات حياتنا العصرية من الطاقة وفي نفس الوقت الحد من الانبعاثات الكربونية، وهو ما سيمكننا من التقدم أكثر للوفاء بالتزاماتنا الدولية الخاصة بخفض الانبعاثات بموجب اتفاقية باريس لتغير المناخ.


ستوفر محطات براكة للطاقة النووية ما يصل إلى 25٪ من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء بدون انبعاثات كربونية. كمية الكهرباء الصديقة للبيئة التي ستنتجها المحطات الأربع (5600 ميغاواط) تكفي لتزويد 574،000 منزل في الدولة بالطاقة لمدة عام كامل. تشكل المحطات نموذجاً للتأكيد على أن الطاقة النووية هي عنصر أساسي في مزيج الطاقة في الدولة، وأنه يمكن تطويرها وفق أعلى معايير السلامة والجودة النووية.

الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة التي تنتجها محطات براكة للطاقة النووية هي الحل الأمثل لمواجهة ظاهرة التغير المناخي، وهي ما يجعلها قصة نجاح تلهمنا للقيام بالمزيد من الجهود لضمان المستقبل المستدام والصديق للبيئة. ستحد محطات براكة الأربع من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا، وهو نفس المقدار الذي تزيحه من الجو 350 مليون شجرة على مدى 10 سنوات. كما تهمد محطات براكة الطريق لتطوير تقنيات جديدة لإنتاج الكهرباء الصديقة للبيئة مثل الهيدروجين النظيف.

تسعى دولة الإمارات العربية المتحدة لمستقبلٍ أفضل وأكثر إشراقًا لشعبها، وذلك من خلال توفير كميات كبيرة من الكهرباء الصديقة للبيئة، لدعم نمو المجتمع وازدهاره والحفاظ على الأنظمة البيئية الثمينة والفريدة من نوعها.