البرنامج النووي السلمي الإماراتي نموذج عالمي للمشاريع العملاقة

01.11.17

  • خلال جلسة جمعت قادة القطاع النووي في الدولة المؤتمر الوزاري الدولي للطاقة النووية يواصل أعماله لليوم الثاني

أكد القادة والمسؤولون في قطاع الطاقة النووية بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن البرنامج النووي السلمي الإماراتي أصبح نموذجاً عالمياً للدول التي تتطلع إلى إطلاق برامج جديدة وعملاقة في الطاقة النووية السلمية لتلبية احتياجاتها المستقبلية من الطاقة، خاصة في ظل الدعم الذي تحظى به الدولة من المجتمع النووي العالمي. 

جاء ذلك خلال جلسة خاصة بعنوان "مسيرة الإمارات نحو البرنامج النووي السلمي" ضمن فعاليات "المؤتمر الوزاري الدولي للطاقة النووية في القرن الـ21" التي انطلقت يوم (أمس الأثنين) 30 أكتوبر وتستمر فعالياته حتى يوم الأربعاء الموافق للأول من نوفمبر في منتجع سانت ريجيس شاطئ السعديات في أبوظبي، بتنظيم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبالتعاون مع وكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وبرعاية وزارة الطاقة والصناعة الإماراتية.

وشارك في الجلسة سعادة السفير حمد علي الكعبي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والمهندس محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، ومحمد عبدالله ساحوه السويدي الرئيس التنفيذي بالإنابة لشركة "نواة" للطاقة، وناصر الناصري الرئيس التنفيذي لشركة براكة الأولى، وكريستر فيكتورسن مدير عام الهيئة الاتحادية للرقابة النووية.

وتناولت الجلسة تاريخ قطاع الطاقة النووية السلمية في الدولة منذ وضع التصورات الأولية لإطلاق البرنامج النووي السلمي الإماراتي قبل نحو عشرة أعوام بهدف تحقيق الرؤية المستقبليّة لتعزيز مسيرة النمو والازدهار في الدولة، وإطلاق "سياسة تقييم وتطوير طاقة نووية سلمية" لتكون الركيزة الأساسيّة التي تقوم عليها جهود الدولة في تطوير البرنامج النووي السلمي والبنية التحتية النووية.

واستعرضت الجلسة الشراكة معه الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إضافة إلى تأسيس الهيئات والمؤسسات الوطنية ضمن القطاع مثل الهيئة الاتحادية للرقابة النووية لتكون الجهة الرقابية المسؤولة عن تنظيم قطاع الطاقة النوويّة في دولة الإمارات، ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية في العام نفسه، لتعمل على تطوير أول محطات الطاقة النووية السلمية في الدولة والمساهمة في تنويع مصادر الطاقة في الدولة.

وأكد المشاركون في الجلسة على دور التعاون مع الخبراء الدوليين في دعم تطور البرنامج النووي السلمي الإماراتي من خلال تبادل أفضل الممارسات المبتكرة والمعارف والخبرات المتعمقة بما يضمن استدامة المشروع والتزامه بأعلى المعايير العالمية في السلامة والجودة والأمان.

وبالإضافة إلى ذلك، تطرق قادة القطاع النووي في دولة الإمارات إلى جهود الدولة في بناء القدرات البشرية في المجال النووي عبر تثقيف وتأهيل الجيل القادم من قادة الطاقة النووية في الدولة من خلال البرامج المتخصصة والمنح الدراسية، وذلك في إطار أهداف رؤية الإمارات 2021 و"مئوية الإمارات 2071 " الساعية إلى بناء مستقبل مستدام من خلال توفير فرص علمية وعملية للكوادر الوطنية المؤهلة والطموحة، ودعمهم من أجل المساهمة في تلبية الاحتياجات المتزايدة عبر توفير طاقة آمنة ومستدامة  وصديقة للبيئة بكفاءة عالية تعزز مسيرة النمو والازدهار في الدولة.

يذكر أن المؤتمر يضم أكثر من 700 من خبراء ورواد قطاع الطاقة النووية السلمية من مختلف دول العالم، وذلك لمناقشة أحدث توجهات القطاع، إضافة إلى اقتراح وتقديم استراتيجيات جديدة لمواجهة التحديات التي تواجهها الأطراف المعنية حول العالم، حيث يضم وفوداً دولية من 68 دولة.

ويشار إلى أن الأعمال الإنشائية في مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية تسير بثبات وأمان، حيث وصلت نسبة الإنجاز في المحطة الأولى إلى أكثر من 96%، والثانية الى أكثر من 87%، والثالثة إلى أكثر من 78%، والرابعة إلى أكثر من 58%، بينما وصلت نسبة الإنجاز الكلية في المحطات الأربع إلى أكثر من 84%. وستوفر محطات مشروع براكة عند اكتمالها طاقة آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة لشبكة كهرباء دولة الإمارات العربية المتحدة طبقا الموافقات الرقابية والتنظيمية. كما ستحد المحطات الأربع عند تشغيلها من انبعاث ما يصل الى 21 مليون طن من الغازات الكربونية الضارة بالبيئة كل عام.