مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تتعاون مع شركة جنرال أتوميكس لاستكشاف تقنيات جديدة تسهم في تعزيز إمدادات الطاقة النووية

22.03.24

أعلنت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة جنرال أتوميكس، الشركة الأمريكية الرائدة في مجال حلول التكنولوجيا المتقدمة، حيث ستتعاون المؤسسة والشركة لاستكشاف فرص استخدام التقنيات والمواد المتقدمة في تعزيز إمدادات الطاقة النووية، إلى جانب الاستفادة من خبرات مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في تطوير محطات جديدة للطاقة النووية، بالإضافة إلى فرص الاستثمار في المفاعلات المتقدمة للشركة الأمريكية والقدرات التي تمتلكها في مجال التصنيع ثلاثي الأبعاد.

وكجزء من مذكرة التفاهم، التي تم توقيعها على هامش أسبوع الطاقة "سيراويك" في مدينة هيوستن في الولايات المتحدة الأمريكية، ستقوم مؤسسة الإمارات للطاقة النووية و"جنرال أتوميكس للأنظمة الكهرومغناطيسية" باستكشاف فرص التعاون في مشاريع الشركة الأمريكية، بما في ذلك فرص الاستفادة من تقنية "أغلفة سيغا" التي طورتها  الشركة للاستفادة منها في تطبيقات المفاعلات النووية وتصميمات المفاعلات النووية السريعة، حيث ستعمل هذه الأغلفة المكونة من كربيد السيليكون على تحسين سلامة مفاعلات الماء الخفيف الحالية وخفض تكاليفها، فضلاً عن تقليل وقت توقف خدمة المفاعل. كما سيتم استخدام هذه المادة المبتكرة في تصميم المفاعل السريع الذي تموله وزارة الطاقة الأمريكية، وغيره من المفاعلات المصغر، التي تستخدم درجات حرارة عالية لتحقيق كفاءة عالية في إنتاج الكهرباء.

وتبحث مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، المكلفة بتطوير قطاع الطاقة النووية في دولة الإمارات العربية المتحدة، في كافة فرص النمو المتاحة لتوسيع وتعزيز هذا القطاع في الدولة. وتقوم المؤسسة حالياً بتقييم عدد من مشاريع التطوير والاستثمار والشراكة عبر المفاعلات الضخمة والمفاعلات المصغرة والمتوسطة والمفاعلات المتقدمة، إلى جانب التقنيات المتقدمة للطاقة النظيفة مثل البخار والهيدروجين والأمونيا، فضلاً عن توفير الحرارة اللازمة لمختلف الصناعات، وذلك استناداً إلى المعارف والخبرات والتكنولوجيا المكتسبة من تطوير محطات براكة للطاقة النووية.

وبهذه المناسبة، قال سعادة محمد الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: "بعد تطوير محطات براكة للطاقة النووية، أكبر مصدر منفرد للكهرباء النظيفة في دولة الإمارات العربية المتحدة، نركز في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على عقد شراكات دولية لتعزيز الابتكار والبحث والتطوير في حلول الطاقة النظيفة الجديدة. وتعد محطات براكة منصة تسهم في إطلاق حقبة جديدة من التقدم التكنولوجي والتعاون على مستوى العالم، من أجل تحقيق الأهداف العالمية المتعلقة بالحياد المناخي. ونتطلع إلى العمل مع شركة جنرال أتوميكس لتحديد مجالات التعاون المحتملة لتعزيز التقدم في قطاع الطاقة النووية الدولي".

وقال سكوت فورني، رئيس شركة جنرال أتوميكس للأنظمة الكهرومغناطيسية: "تضع مذكرة التفاهم هذه أساساً للتعاون بهدف تسريع تطوير التقنيات النووية المتقدمة لدعم مبادرات الطاقة النووية في دولة الإمارات العربية المتحدة. ولدى (جنرال أتوميكس للأنظمة الكهرومغناطيسية) عقود من الخبرة في تطوير أنواع الوقود المتقدمة، وأغلفة كربيد السيليكون لتعزيز سلامة قضبان الوقود ومتانتها، إلى جانب تصميمات المفاعلات النووية االسريعة التي توفر قدراً أكبر من الكفاءة والسلامة والجدوى الاقتصادية. ونحن مهتمون للغاية بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية لاستكشاف الفرص والاستفادة من هذه التقنيات المتقدمة لتوفير مستقبل طاقة أكثر أماناً ".

وطورت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية محطات براكة للطاقة النووية وفق أعلى معايير الكفاءة، مما جعلها أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل في العالم العربي، حيث تمكنت فرق التشغيل  من إتمام التشغيل التجاري لمحطة كل عام منذ عام 2021، مما يدل على تقدم كبير وخبرات واسعة في إدارة المشاريع الكبرى، إذ تستخدم محطات براكة أربعة مفاعلات تعمل بالمياه المضغوطة من طراز APR-1400 قادرة كل منها على إنتاج ما يصل إلى 1400 ميغاواط من الكهرباء النظيفة.

وتعد محطات براكة نموذجاً ريادياً يجسد التميز في مشاريع الطاقة النووية الجديدة، ويوضح جدواها وسلامتها وفعاليتها من حيث التكلفة وإدارة المشاريع الناجحة، مع إبراز أهمية الطاقة النووية في مزيج الطاقة في العالم الحديث. كما توفر محطات براكة دروسا قيمة ومعياراً جديداً للدول التي تدرس استخدام الطاقة النووية لتلبية احتياجاتها من الطاقة وتحقيق أهدافها البيئية.

وأصبحت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الآن في وضع يمكنها من الاستفادة من خبراتها في مجالات تطوير مشاريع للطاقة النووية متعددة المحطات ذات القدرة الإنتاجية الكبيرة، حيث تتطلع المؤسسة إلى التوسع في مشاريع جديدة في دولة الإمارات وخارجها للقيام بدور ريادي في مسيرة العودة القوية لمشاريع الطاقة النووية الجديدة على مستوى العالم، وذلك بعد التقدم الكبير الذي تم إحرازه خلال مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ  COP 28، عندما أيدت 22 دولة مضاعفة القدرة الإنتاجية للطاقة النووية العالمية ثلاث مرات بحلول عام 2050، وتم تحديد الطاقة النووية لأول مرة كتقنية نظيفة للطاقة في النص النهائي للمؤتمر، وهو ما مهد الطريق لاستثمارات كبيرة في برامج الطاقة النووية الجديدة وتطويرها، من أجل خفض البصمة الكربونية لعملية إنتاج الطاقة باستخدام تكنولوجيا مجربة وموثوقة.

كلام الصورة: سعادة محمد الحمادي وسكوت فورني خلال توقيع مذكرة التفاهم