تعاون بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية ومختبر إيداهو الأمريكي لتطوير مصادر جديدة للطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية في براكة

09.03.23

- المؤسسة والمختبر الأمريكي يبحثان  التعاون لتطوير أنظمة إنتاج الهيدروجين والأمونيا والأكسجين والماء والبخار في محطات براكة

- بحث التعاون تم على هامش أسبوع "سيرا"في الولايات المتحدة الأمريكية ويتضمن الشراكة لتعزيز منصة المؤسسة للحياد المناخي النووي خلال "كوب 28"

بحثت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، المسؤولة عن تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي ومحطات براكة للطاقة النووية في منطقة الظفرة بإمارة أبو ظبي، مع مختبر إيداهو الوطني الأمريكي، أحد أكبر مؤسسات البحث العلمي وأكثرها تقدماً في العالم، التعاون لتطوير مصادر جديدة للطاقة الصديقة للبيئة .

وتم بحث التعاون بين المؤسسة والمختبر الأمريكي خلال أسبوع "سيرا" الذي تنظمة "ستاندارد آند بورز" العالمية، الذي يعقد في مدينة هيوستن الأمريكية في الفترة من 6 إلى 10 مارس 2023، والذي يعد المؤتمر الريادي للطاقة في العالم . ويأتي ذلك  بعد الزيارة التي قام بها وفد برئاسة سعادة محمد إبراهيم الحمادي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية إلى مختبر إيداهو في فبراير 2023، حيث بحث الوفد مع خبراء المختبر أحدث تقنيات الطاقة الصديقة للبيئة، وذلك في إطار نهج المؤسسة الذي يهدف إلى تسريع خفض البصمة الكربونية لشبكة كهرباء دولة الإمارات العربية المتحدة.

ويتضمن التعاون بين الجانبين وضع الأسس لبحث التعاون بين مؤسسة الإمارات للطاقة النووية ومختبر إيداهو الأمريكي، من أجل تطوير أنظمة إنتاج الهيدروجين والأمونيا والأكسجين والماء والبخار في محطات براكة وعلى نطاق تجاري، وذلك في إطار رؤية طويلة الأجل لتصدير الهيدروجين والأمونيا الخالية من الانبعاثات الكربونية لتلبية الطلب العالمي المتزايد.

وسيمهد ذلك لعقد ورش عمل لتبادل المعارف، إلى جانب زيارات ميدانية لفريق من مختبر إيداهو إلى محطات براكة، لتطوير الشراكة بين الطرفين إلى مستوى جديد في مرحلة لاحقة.

كما يخطط مختبر إيداهو للدخول في شراكة مع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية فيما يخص "منصة الحياد المناخي النووي" التي تعد المؤسسة لإطلاقها خلال انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 28" الذي تستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة في دبي في نوفمبر 2023. وستجمع المنصة المنظمات والخبراء ومختلف الجهات لتوضيح الدور الأساسي الذي تقوم به الطاقة النووية في مواجهة التغير المناخي، مع ضمان أمن الطاقة لدعم الاقتصاد الخالي من الانبعاثات الكربونية.

وتتضمن الشراكة هذه مشاركة أبرز خبراء الطاقة النووية في مختبر إيداهو في "كوب 28" لعرض المشاريع الرئيسية للمختبر، والتي تقوم بدور مهم في تعزيز دور الطاقة النووية وأنظمة إدارة الشبكة والمساهمة في الحياد المناخي.

وبهذه المناسبة، قال سعادة محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي  لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: "تركز مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على تحقيق الأهداف الأوسع للبرنامج النووي السلمي الإماراتي من خلال مواصلة المساهمة في تحقيق أهداف مبادرة الدولة الاستراتيجية للحياد المناخي 2050، وتعزيز مسيرة التحول العالمي لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة".

وأضاف الحمادي :"سيسهم التعاون مع مختبر إيداهو في تعزيز الجهود المبذولة لاستكشاف التقنيات الجديدة لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة، لتسريع عملية خفض البصمة الكربونية، في إطار النهج المدروس الذي اتبعته دولة الإمارات، والذي كان السبب الرئيسي  في تميز مشروع محطات براكة للطاقة النووية، والتي تعد اليوم منصة للابتكار والبحث والتطوير في قطاع الطاقة النووية في الدولة، ما يتيح لنا تحقيق قدر أكبر من أمن الطاقة واستدامتها ".

ومن جهته، قال جون واغنر مدير مختبر إيداهو الوطني الأمريكي: "على غرار مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، يلتزم مختبر إيداهو بالمساهمة في ضمان مستقبل آمن وصديق للبيئة لقطاع الطاقة. ويعد التعاون هذا مع المؤسسة خطوة مهمة إلى الأمام لجعل هذا المستقبل حقيقة واقعة. لقد أثبت باحثو المعهد على مدار تاريخنا الطويل أن لدينا الخبرات والقدرات لمواجهة التحديات الخاصة بالتغير المناخي ".

وستسلط دولة الإمارات الضوء على الدور الحيوي للطاقة النووية في مواجهة التغير المناخي خلال "كوب 28"، ولا سيما أن محطات براكة تعد نموذجاً عالمياً في إدارة المشاريع والتكلفة. وتضم محطات براكة، أول مشروع للطاقة النووية متعدد المحطات في مرحلة التشغيل في العالم العربي، وأكبر مصدر للكهرباء الخالية من الانبعاثات الكربونية في المنطقة، ثلاث محطات تنتج الكهرباء على نحو تجاري، وتزود شبكة كهرباء الدولة بالطاقة بشكل مستدام. وتعد محطات براكة مجرد البداية للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، حيث تركز مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على استكشاف واجتذاب الاستثمارات الاستراتيجية في الطاقة النووية محلياً ودولياً، لدعم أهداف النمو والتنمية للدولة.

وتعتبر محطات براكة من أكبر محطات الطاقة النووية في العالم، مع أربع مفاعلات من الطراز المتقدم  APR-1400، وبمجرد تشغيلها بالكامل ستوفر المحطات الأربع ما يصل إلى ربع احتياجات الدولة من الكهرباء، بالإضافة إلى دورها الأساسي في خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة، باعتبارها أكبر مصدر للكهرباء لشهادات الطاقة النظيفة في الدولة، وكذلك دعم استراتيجية دولة الإمارات التي تهدف لأن تصبح من الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال بحلول عام 2030.

وفي المقابل، يمتلك مختبر إيداهو أحدث القدرات والإمكانيات الخاصة باختبارات الهيدروجين بقيادة أبرز الباحثين في هذا المجال، وبما يشمل أبحاث تطوير خلايا الوقود، ومنشأة اختبار التحليل الكهربائي ذات درجة الحرارة العالية والمتاحة للشركاء التجاريين، والجهد المشترك الذي سيجمع بين إنتاج الهيدروجين عالي الكفاءة وعمليات محطات الطاقة النووية. كما يقوم المختبر بتطوير عدد من آليات الاختبار لدعم الشركات الأمريكية التي تقوم حالياً بتطوير تكنولوجيا المفاعلات المعيارية المصغرة.

وتأسس مختبر أيداهو الوطني في عام 1949 ويقع على مساحة تزيد عن 2305 كيلومتر مربع، والتي هي بحجم دولة لوكسمبورغ. ويضم المختبر أكثر من 5700 باحث وموظف مساعد يركزون على الابتكار في أبحاث الطاقة النووية وأنظمة الطاقة المتجددة والحلول الأمنية. والجدير بالذكر أن المختبر يتولى إدارة مفاعل اختبار المواد، الذي يعد الأول في العالم بالإضافة إلى العديد من مرافق البحث والتطوير الأخرى.