63 فصيلا بحريا جديدا قرب محطات براكة للطاقة النووية

05.09.16

في آخر مسح بيئي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة: كشفت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة عن تواجد 63 فصيلا جديدا من الكائنات البحرية في المياه المحيطة بموقع براكة للطاقة النووية السلمية في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي، والتي جاءت نتيجة إنشاء الحيد المرجاني الاصطناعي في العام 2014. وأظهر آخر مسح بيئي نفذته المؤسسة و"نواة" أن الفصائل البحرية الجديدة تتركز في منطقة كاسر الأمواج بالقرب من موقع براكة، وتضم فصائل متنوعة من الطحالب واللافقاريات والأسماك، وفصيلة واحدة من الثدييات البحرية، في حين يتواجد 35 فصيلا جديدا في منطقة الحيد المرجاني. وأسهمت القيود التي فُرضت على الأنشطة البحرية ولا سيما الصيد، في تمتع كاسر الأمواج بالبيئة المناسبة لتوفير المأوى الملائم لكائنات بحرية مهمة للعيش والتكاثر، من بينها سمك الهامور ودلافين المحيط الهندي الحدباء، وسلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض، وجميع هذه الفصائل موجودة في المنطقة البحرية المحيطة ببراكة. وكشف المسح عن بداية تكوّن بيئة بحرية معقدة تتمركز حول حواجز الأمواج والشعاب الاصطناعية. وبدأت عملية إنشاء كاسر الأمواج في المنطقة مطلع عام 2011، أي قبل بدء إنشاء المحطات نفسها. وتتمثل مهمة كاسر الأمواج في حماية المرافق التابعة للمحطة مثل: قنوات تبريد المياه وقنوات التصريف والقناة الملاحية ومرافق رصيف الميناء. ويصل طول كاسر الأمواج إلى نحو 15 كيلومتراً وهو مكوّن من الصخور الصلبة والخرسانة. وتم إنشاء الحيد المرجاني الاصطناعي من قبل مؤسسة الامارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة، بالتعاون مع شركة الجرافات البحرية الوطنية، بعد الحصول على موافقة هيئة البيئة - أبوظبي. ويغطّي الحيد مساحة تصل إلى 6700 متراً مربعاً، ويبعد 3.8 كيلومترات عن شاطئ موقع براكة، وصُنع من قطع إسمنتية تلائم فصائل الكائنات البحرية التي تعيش في المنطقة. وبهذا الصدد، قال سعادة المهندس محمد إبراهيم الحمادي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية تعليقاً على نتائج المسح البيئي: "تبحث مؤسسة الإمارات للطاقة النووية دوماً عن الوسائل المثلى للحفاظ على البيئة وتعزيز خصائصها. وتعكس نتائج المسح البيئي الأثر الإيجابي للنهج الاستباقي الذي انتهجته المؤسسة للحفاظ على البيئة وتحقيق الاستدامة، ويسرّنا أن نشهد هذا الأثر الإيجابي على مجموعة متنوعة من الكائنات الحية البحرية، بما فيها الأنواع المهددة بالانقراض، التي تمكنت من الاستقرار في المياه حول براكة". وأكد الحمادي أن "المؤسسة تعمل على نحوٍ وثيق مع هيئة البيئة - أبوظبي لمراقبة البرنامج النووي السلمي لدولة الامارات وضمان مواءمته مع البيئة المحيطة". من جهته، قال سعادة المهندس محمد عبدالله ساحوه السويدي، الرئيس التنفيذي لشركة نواة للطاقة: "تضع شركة نواة للطاقة أهمية تشغيل محطات الطاقة النووية الأربعة على نحوٍ آمن وصديق للبيئة نصب عينيها، ونبذل قصارى جهودنا لترسيخ مفهوم إنتاج الطاقة على نحوٍ فعّال وصديق للبيئة داخل نواة وخارجها، فنحن مسؤولون عن حماية البيئة حولنا بل والمساهمة في حماية العالم الذي نعيش فيه، وبذلك سنتمكن من تعزيز جودة المعيشة للأجيال القادمة في وطننا". وجددت المؤسسة تأكيد التزامها تجاه حماية البيئة في ميثاق الاستدامة والبيئة لموقع براكة الذي وقّعته مع الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو) المقاول الرئيسي للمؤسسة، والذي ينصّ على عددٍ من الالتزامات بين الطرفين بهدف تطبيق أفضل الممارسات لحماية البيئة والحياة البحرية والحفاظ على المياه والطاقة والإدارة الأمثل للمخلفات الإنشائية في الموقع. بدورها، قالت سعادة رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي: "إن تطوير مشروع براكة للطاقة النووية السلمية هو مشروع ذو أهمية استراتيجية طويلة الأمد بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وسيضمن المحافظة على أمن الطاقة لأعوام عدة، وسيساعد كذلك في الحد من انبعاثات الكربون والتلوث ". وأضافت المبارك: "تلتزم هيئة البيئة في أبوظبي بضمان سير جميع المشاريع منذ البداية على أساس الوعي البيئي، بما في ذلك التخطيط والتصميم واختيار المواقع. وسنستمر بالعمل بشكل وثيق مع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية طيلة فترة عمل المحطات، بصفتنا السلطة المختصة بحماية وتحسين جودة الهواء والمياه الجوفية والتنوع البيولوجي في منطقتنا الصحراوية، وكذلك نظامنا البيئي البحري من خلال اتباع السياسات المناسبة". يُذكر أن عمليات الإنشاء في موقع براكة بدأت في عام 2012، ووصلت نسبة الإنجاز الكلية للمشروع إلى 66%. وحين تكون المحطات الأربعة قيد التشغيل في العام 2020، ستتمكن من توفير ما يصل إلى ربع احتياجات دولة الإمارات العربية المتحدة من الطاقة الكهربائية الصديقة للبيئة، وستُساهم في خفض الانبعاثات الكربونية بواقع 12 مليون طن سنوياً.