أبوظبي تشهد إنجازات رئيسية بالمحطة النووية الرابعة في براكة

14.08.17

 حققت مؤسسة الامارات للطاقة النووية إنجازاً جديداً في المشروع النووي السلمي الإماراتي، تمثل بنجاح استكمال تركيب مولدات البخار في المحطة الرابعة، آخر محطات مشروع براكة للطاقة النووية السلمية بمنطقة الظفرة في إمارة أبوظبي، وذلك بالتزامن مع الانتهاء من تركيب حاوية المفاعل في المحطة، وذلك بما يندرج ضمن حرصها نحو تحقيق مستهدفات خطة أبوظبي.

واستقبل معالي خلدون خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، برفقة سعادة المهندس محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي للمؤسسة، وفداً من القيادات في حكومة أبوظبي برئاسة معالي جاسم محمد بوعتابه الزعابي رئيس مكتب اللجنة التنفيذية عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، خلال حفل تدشين مولدات البخار الخاصة بالمحطة الرابعة الذي نظمته المؤسسة (اليوم الأحد) في موقع مشروع براكة، الذي يعتبر أكبر موقع إنشائي لمحطات طاقة نووية في العالم يجري خلاله بناء أربع محطات متطابقة في آن واحد.

وحضر الفعالية كلاً من معالي المهندس عويضة مرشد علي المرر رئيس دائرة الشؤون البلدية والنقل، ومعالي سيف محمد الهاجري رئيس دائرة التنمية الاقتصادية، كما حضر الحفل أيضا أهن تشونج يونج رئيس مجلس إدارة الشركة الكورية للطاقة الكهربائية (كيبكو) وعدد من المديرين التنفيذيين في المؤسسة، وشركة نواة للطاقة وشركة براكة الأولى، وممثلي الشركاء الاستراتيجيين.

واستمع معالي جاسم محمد بوعتابه الزعابي والوفد المرافق لشرح تفصيلي لأفضل معايير الجودة والسلامة التي تتبعها المؤسسة خلال تطويرها للمشروع النووي السلمي الإماراتي منذ بداية الأعمال الإنشائية وحتى الوصول إلى الاستعدادات لبدء المرحلة التشغيلية التي ستنتج خلالها محطات براكة الطاقة الكهربائية.

وقال معالي خلدون خليفة المبارك رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات للطاقة النووية: "البرنامج النووي السلمي الإماراتي يدعم تحقيق خطة أبوظبي من خلال تنويع مصادر الطاقة، والنمو الاقتصادي على المدى البعيد، حيث يعد استكمال تركيب حاوية المفاعل الرابعة ومولدات البخار للمحطة الرابعة والأخيرة ضمن بنود العقد الأساسي الموقع في العام 2009 إنجازا بالغ الأهمية".

وأضاف المبارك "فخورون بالالتزام اللامتناهي والمستوى المهني العالي لكافة فرق العمل، حيث ظل تركيز مهندسينا من الكوادر الوطنية والخبراء العالميين وشركائنا من كوريا الجنوبية، منصبا على الجودة والسلامة والكفاءة طوال عملية التطوير والإنجاز".

من جانبه، قال معالي جاسم محمد بوعتابه الزعابي: "شهدنا اليوم بفخر تحقيق هذا الإنجاز الاستثنائي في أعمال تنفيذ البرنامج النووي السلمي لدولة الإمارات العربية المتحدة".

وأضاف معاليه: " تلعب الطاقة النووية دوراً استراتيجياً في صناعة مستقبل دولة الإمارات من خلال دعم النمو الاقتصادي والصناعي إضافة لتوفير فرص العمل في مجال الطاقة النووية للشباب الإماراتي"، مؤكداً على أن الطاقة النووية ستدعم أمن الطاقة من خلال تنويع مصادرها بما يلبي النمو المتسارع في الاقتصاد الوطني.

وشهد الوفد في ختام جولته عملية تركيب مولدات البخار في المحطة الرابعة، حيث أقيم حفل وقّع خلاله رئيس وأعضاء الوفد الزائر على لوحة تذكارية جرى إعدادها خصيصا للاحتفال بهذا الإنجاز الهام.

وبهذا الصدد، قال سعادة المهندس محمد إبراهيم الحمادي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية: "التزمت المؤسسة بتطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي وفق أعلى معايير الجودة والسلامة، وتكريسه نموذجاً عالمياً سواء خلال العمليات الإنشائية أو التشغيلية".

وأضاف الحمادي: "يعكس استكمال تركيب آخر حاويات المفاعلات ومولدات البخار في براكة مدى الجهود والمثابرة التي حرصت على تقديمها فرق العمل خلال الفترة الماضية، وعزمها مواصلة هذا العمل حتى إنجاز المشروع بالكامل".

وأوضحت المؤسسة أن مولدات البخار التي تصل إلى طول ملعب تنس، تؤدي دورا رئيسيا في تحويل الطاقة الناجمة عن التفاعلات النووية داخل حاوية المفاعل إلى طاقة كهربائية تنير المنازل والشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتقوم مولدات البخار بدور المبادل الحراري، فالحرارة الناتجة عن التفاعلات النووية تُستخدم لتحويل المياه إلى بخار بطريقة آمنة، ثم يُستخدم البخار في تدوير التوربين الذي يحرك مولد الكهرباء وبالتالي يتم إنتاج الكهرباء.

كما أن استكمال تركيب حاوية المفاعل يعد خطوة حاسمة في مسيرة البرنامج النووي السلمي للدولة. وتزن الحاوية التي تعد من أكبر وأهم مكونات المحطة النووية أكثر من 500 طن، ويصل ارتفاعها إلى نحو 15 متراً. وتتمثل أهميتها في احتواء الانشطارات النووية، ما يُسهم في توليد طاقة نووية آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة لتزويد شبكة الكهرباء في دولة الإمارات باحتياجاتها من الطاقة الكهربائية. إضافةً إلى ذلك، تعتبر حاوية المفاعل إحدى حواجز الوقاية العديدة المصممة لضمان سلامة محطات الطاقة النووية.

وتسير العمليات الإنشائية في مشروع محطات براكة للطاقة النووية بثبات وأمان، حيث وصلت نسبة الإنجاز في المحطة الرابعة الى 52% بينما وصلت نسبة الإنجاز في المحطة الأولى إلى أكثر من 96%، والمحطة الثانية إلى أكثر من 85% والثالثة إلى أكثر من 75%، في حين وصلت نسبة الإنجاز الكلية للمحطات الأربع إلى أكثر من 82%. وستوفر محطات مشروع براكة فور اكتمالها طاقة آمنة وموثوقة وصديقة للبيئة لشبكة كهرباء دولة الإمارات العربية المتحدة اعتمادا على الموافقات الرقابية والتنظيمية. كما ستحد المحطات الأربع عند تشغيلها من انبعاث ما يصل الى 21 مليون طن من الغازات الكربونية الضارة بالبيئة كل عام.