مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تبحث مع خبراء مختبر إيداهو الأمريكية أحدث ما توصلت إليه تقنيات الطاقة النووية

23.02.23

- مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تركز حالياً على تحقيق كافة أهداف البرنامج النووي السلمي الإماراتي

- وفد المؤسسة برئاسة سعادة محمد إبراهيم الحمادي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي يزور أكبر مختبرات الطاقة النووية الأمريكية في ولاية إيداهو

- وفد المؤسسة يبحث مع خبراء مختبر إيداهو فرص التعاون المشترك

- زيارة المؤسسة للمختبر تتزامن مع جولة أوسع شملت العديد من شركات الطاقة الصديقة للبيئة والمؤسسات الأكاديمية الأمريكية

زار وفد من مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، المسؤولة عن تطوير البرنامج النووي السلمي الإماراتي، مختبر إيداهو الوطني في الولايات المتحدة الأمريكية والتقى بخبراء المختبر الذي يعد من أكبر مؤسسات البحث العلمي وأكثرها تقدماً في العالم، حيث بحث الوفد مع خبراء المختبر أحدث تقنيات الطاقة الصديقة للبيئة، وذلك في إطار نهج المؤسسة الذي يهدف إلى تسريع خفض البصمة الكربونية لشبكة كهرباء دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتلقى الوفد برئاسة سعادة محمد إبراهيم الحمادي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، عرضاً شاملاً من قبل مسؤولي المختبر ووزارة الطاقة الأمريكية. كما قام الوفد بجولة على مدى يومين في مرافق المختبر للاطلاع على آخر التطورات، واستشراف الخطط المستقبلية للتقنيات النووية المتقدمة، بما في ذلك نماذج المفاعلات المعيارية المصغرة، وإنتاج الهيدروجين الصديق للبيئة، والوقود، والمواد النووية المتقدمة الأخرى، بالإضافة إلى أحدث التقنيات في إدارة الشبكة المتكاملة للكهرباء، والأمن السيبراني.

ويعد مختبر إيداهو الأمريكي، أحد أهم مراكز الأبحاث في العالم  في مجال الابتكار في تقنيات الطاقة الصديقة للبيئة، حيث يركز المختبر على التطوير المستمر والتنفيذ والتشغيل لمحطات الطاقة النووية لدعم دور الطاقة النووية في مسيرة الانتقال إلى مصادرالطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية بطريقة واقعية ومثبتة. ونظراً لأن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تركز حالياً على المهمة الأوسع للبرنامج النووي السلمي الإماراتي، فإن تطوير الشراكات مع المؤسسات، بما في ذلك مختبر إيداهو، يعد أمراً أساسياً لدعم خفض البصمة الكربونية، إلى جانب تطوير مكونات الطاقة الصديقة للبيئة بالاعتماد على نهج واقعي وقائم على الحقائق العلمية ويدعم أمن الطاقة واستدامتها معاً.

وقال جون واغنر مدير مختبر إيداهو الوطني الأمريكي :"يسرنا عقد شراكة وتعاون مع مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، وهو ما يعد خطوة رئيسية إلى الأمام لضمان مستقبل الطاقة الصديقة للبيئة على مستوى العالم".

وتأسس مختبر إيداهو الأمريكي في عام ،1949 ويقع على مساحة تزيد عن 2305 كيلومتر مربع، وهو ما يعادل مساحة لوكسمبورغ، ويضم أكثر من 5700 باحث يركزون على الابتكار في أبحاث الطاقة النووية وأنظمة الطاقة المتجددة والحلول الأمنية. كما يدير مختبر إيداهو المفاعل الأول في العالم لاختبار المواد، وهو واحد من مفاعلين فقط يتبعان لوزارة الطاقة الأمريكية ينتجان النظائر الطبية، كما كان أول من قام باختبار نموذج المفاعلات المعيارية المصغرة الذي طورته شركة "نوسكيل" عام 2014 للعمل بشكل تجاري، ويقوم حالياً بتجهيزمرافق عديدة للاختبارات لدعم الشركات الأمريكية التي تقوم بتطوير تقنيات نماذج المفاعلات المصغرة، حيث يعكف المختبر حالياً على اختبار المحلل الكهربائي للهيدروجين الذي طورته شركة "بلوم" للطاقة، وذلك من بين تقنيات مبتكرة أخرى.

وتم إنشاء وتشغيل أكثر من 52 مفاعلاً على مدار السبعين عاماً الماضية، بما في ذلك أول مفاعل نووي لإنتاج الكهرباء في عام 1951. وكانت "أكرو" المدينة الصغيرة في ولاية إيداهو، أول مدينة تستخدم الكهرباء التي تنتجها محطة للطاقة النووية في العام 1955.

وتقود محطات براكة للطاقة النووية السلمية التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية، مشروع البنية التحتية الإستراتيجية للطاقة، جهود خفض البصمة الكربونية في الدولة من خلال الحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية، عبر توفير الكهرباء الصديقة للبيئة على مدار الساعة.

وينصب تركيز المؤسسة على أنظمة الطاقة الصديقة للبيئة، والتي تتكون من مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية، اللتين تكملان بعضهما البعض، حيث توفر الطاقة النووية كهرباء الحمل الأساسي على نحو موثوق وعلى مدار الساعة وبغض النظر عن أحوال الطقس، لضمان استقرار شبكة الكهرباء، إلى جانب تحفيز الابتكار في مجالات جديدة  مثل الهيدروجين الخالي من الانبعاثات الكربونية.

وتمثل محطات براكة 20% فقط من البرنامج النووي السلمي الإماراتي، حيث تستثمر مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في البحث والتطوير والابتكار لتسريع مسيرة الانتقال لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة، ولا سيما أن المحطات أصبحت ركيزة أساسية للتنمية المستدامة وأمن الطاقة واستقرارها، وتوفر آلاف الفرص الوظيفية المجزية، وتدعم الشركات المحلية بملايين الدولارات.

وفي وقت لاحق من هذا العام، ستستضيف دولة الإمارات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 28)، والذي سيكون حدثاً مفصلياً حيث يدرس قادة العالم الإجراءات الخاصة بالتغير المناخي، بينما تعمل الدول على تسريع التعاون فيما بينها لتحقيق أهداف خفض البصمة الكربونية قبل عقد المؤتمر من أجل التخفيف من آثار الاحتباس الحراري.

ولم يسبق أن تم التأكيد على دور الطاقة النووية في المسيرة العالمية للانتقال إلى مصادر الطاقة الصديقة للبيئة والوصول للحياد المناخي بحلول عام 2050 كما يحدث الآن، حيث تفيد وكالة الطاقة الدولية بأن العالم يحتاج لمضاعفة الطاقة النووية بين عامي 2020 و 2050، مع إنشاء محطات جديدة في جميع البلدان الراغبة بتطوير هذه التقنية، سواء كانت مفاعلات كبيرة أو نماذج المفاعلات المصغرة.