محمد الحمادي يسلط الضوء في منتدى الإمارات للتكنولوجيا المناخية على الدور الحيوي للطاقة النووية في تسريع خفض البصمة الكربونية

10.05.23

-  مؤسسة الإمارات للطاقة النووية تشارك في حلقة نقاشية بعنوان الابتكار خلال منتدى الإمارات للتكنولوجيا المناخية الذي عقد في أبوظبي

-  محطات براكة تبرز الدور الأساسي للطاقة النووية في تحقيق أهداف مبادرة الدولة الاستراتيجية للوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050  من خلال ثلاثة مفاعلات تنتج 30 تيراواط من الكهرباء الصديقة للبيئة

سلطت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الضوء على الدور الأساسي لمحطات براكة للطاقة النووية في ضمان أمن الطاقة، وتسريع خفض البصمة الكربونية، ودعم النمو الاقتصادي المستدام، وذلك خلال منتدى الإمارات للتكنولوجيا المناخية، الذي عقد في أبو ظبي من 10 إلى 11 مايو 2023، بالتزامن مع المؤتمر العالمي للمرافق.

وركز المنتدى على مناقشة أدوار مجموعة واسعة من تقنيات الطاقة التي تسعى لمواجهة التغير المناخي، بما فيها مصادر الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية مثل الطاقة النووية، والذكاء الاصطناعي والروبوتات والرقمنة والهيدروجين الخالي من الانبعاثات الكربونية والوقود البديل وحلول الطاقة الجديدة والصديقة للبيئة لدى أكثر من 100شركة متخصصة، حيث سلط المنتدى الضور على التقدم المتواصل في مسيرة انتقال الدولة لمصادر الطاقة الصديقة للبيئة.

وخلال المنتدى، أكدت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية على مواصلة التأثير الإيجابي والعوائد الكبيرة لمحطات براكة للطاقة النووية، مشروع البنية التحتية الاستراتيجي للطاقة، حيث تعد محطات براكة أكبر مصدر للطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية في المنطقة، والتي تنتج 30 تيراواط من الكهرباء على مدار الساعة لتوفير البنية الداعمة لمشاريع الطاقة المتجددة وفي نفس الوقت الحد من ملايين الأطنان من الانبعاثات الكربونية سنوياً. وخلال أشهر الشتاء كانت المحطة تنتج نحو 48% من الكهرباء في إمارة أبوظبي، حيث تنتج ثلاث محطات في براكة الكهرباء على نحو تجاري بينما تقترب الرابعة من الإنضمام إليها.

وقال سعادة محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية : "قدمت محطات براكة نموذجاً جديداً للعالم فيما يخص تطوير الطاقة النووية والاعتماد عليها كركيزة أساسية في خفض البصمة الكربونية لقطاع الطاقة واستقرار شبكة الكهرباء في دولة الإمارات".

وأضاف الحمادي :"الدور المحوري لمحطات براكة لا يقتصر على تعزيز الاستدامة من خلال توفير الكهرباء الصديقة للبيئة،  بل أصبحت المحطات منصة لتحفيز الابتكار في مجالات جديدة مثل الهيدروجين الخالي من الانبعاثات الكربونية وتطوير تقنيات جديدة، يمكن أن تقربنا من هدفنا المتمثل في الوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050 ".

وشارك الحمادي في حلقة نقاش بعنوان "تعزيزالمستقبل: كيف ستحل التكنولوجيا معضلة الطاقة الثلاثية (الطاقة والبيئة والنمو)؟"، التي أدارها جون ديفتيريوس، جنباً إلى جنب مع متحدثين هم  بنغ شياو، الرئيس التنفيذي لمجموعة "جي 42"، والدكتورة براتيما رانجاراجان، الرئيس التنفيذي لـ"شركة أو جي سي آي للاستثمارات"، وفرانسيس زاري مدير إدارة التكنولوجيا والبحث والتطوير في معهد الطاقة النووية في شركة "أي إن آي"، وفو تشينغ يو، الرئيس السابق لشركة الصين للنفط والكيماويات، وأحمد الخويطر  الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في شركة أرامكو.

 وسلطت الجلسة التي عقدت في اليوم الأول من المنتدى الضوء على جهود دولة الإمارات الريادية في تبني التكنولوجيا لتسريع خفض البصمة الكربونية وتطوير قطاعات صناعية خضراء في المستقبل.  كما ركزت على القطاعات ذات الأهمية المناخية مثل مصادر الطاقة المتجددة والهيدروجين والزراعة الذكية وأهمية العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

وبحثت الحلقة النقاشية  في مجموعة التحديات والفرص التي تنتظرنا لتأمين إمدادات الطاقة العالمية التي يمكن الاعتماد عليها وبأسعار معقولة بما يكفي للحفاظ على النمو الاجتماعي والاقتصادي، مع ضمان بقاء تلك الإمدادات نفسها مستدامة.

وناقش المشاركون في الحلقة  كيفية صياغة السياسات والاستثمارات والتكنولوجيا والبحث والتطوير، في إطار الجهود المبذولة للتغلب على التحديات الثلاثة المتعلقة بالنمو الاقتصادي والطاقة والبيئة، وكيف يمكن توفير مزيج من الطاقة يضمن أقل انبعاثات ممكنة من غازات الاحتباس الحراري، دون التأثير سلباً على المجتمعات الفقيرة.

وأوضح الحمادي، خلال الجلسة، أن الارتفاع السريع في الخدمات التي تعتمد بكثافة على المعلومات والبيانات، مثل الذكاء الاصطناعي، يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة في مراكز المعلومات والبيانات العالمية بوتيرة سريعة، وأن النمو في هذه القطاعات يؤدي إلى زيادة الانبعاثات الكربونية.

وأضاف :"تتبنى دولة الإمارات نهجاً واقعياً وطويل الأمد بُني على الحقائق والمعلومات للنهوض بقطاع الطاقة النووية. ويتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانية إحداث نقلة نوعية في قطاع الطاقة النووية من خلال التحسين الرقمي وزيادة الكفاءة والموثوقية مع تقليل تكاليف الصيانة. وفي المقابل يتزايد الطلب على مراكز المعلومات والبيانات كثيفة الاستهلاك للطاقة، والتي تعتبر العمود الفقري للاقتصاد الرقمي، الأمر الذي يتطلب الاعتماد على مصادر الطاقة المستدامة. ومحطات براكة مثال على الطاقة النووية الوفيرة التي تدعم الثورة الرقمية، حيث قدمت دولة الإمارات نموذجاً للعالم بشأن مقدرة الطاقة النووية على دعم القطاعات التي تتطلب كميات ضخمة من الطاقة  بكهرباء الحمل الأساسي الدائمة والخالية من الانبعاثات الكربونية، الأمر الذي من شأنه تعزيز النمو على المدى الطويل.

ويعد البرنامج النووي السلمي الإماراتي مكوناً أساسياً في نظام الطاقة الخالية من الانبعاثات الكربونية في دولة الإمارات، مما يضمن استدامة وموثوقية ومرونة شبكة  كهرباء الدولة لمدة 60 عاماً على الأقل. وأصبحت محطات براكة مثالاً على صواب نهج الدولة في الاستثمار طويل الأجل لتنويع محفظتها من الطاقة وإحراز تقدم مهم نحو الحياد المناخي بالاعتماد على الطاقة النووية، حيث وصل الطلب على الغاز لإنتاج الكهرباء الآن إلى أدنى مستوى له منذ 11 عاماً في إمارة أبو ظبي بسبب التحول الكبير في كيفية إنتاج الإمارة للكهرباء.

وتركز مؤسسة الإمارات للطاقة النووية الآن جهودها في البحث والتطوير في مجالات جديدة مثل تطوير المفاعلات المعيارية المصغرة والهيدروجين الخالي من الانبعاثات الكربونية وتقنيات االطاقة الصديقة للبيئة الأخرى. وتوفر محطات براكة الكهرباء في جميع أوقات النهار والليل، مما يعزز النمو المستدام في الدولة، وستوفر محطات براكة الأربع فور تشغيلها بالكامل ما يصل إلى 25% من احتياجات الدولة من  الكهرباء.